الجمعة، 2 أكتوبر 2009

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

د‏.‏نبيل لوقا بباوي

جريدة الأهرام
قضايا و اراء
42332
‏السنه 126-العدد
2002
اكتوبر
31
‏25 من شعبان 1423 ه
الخميس


افتراءات مرفوضه ضد الاسلام
بقلم : د‏.‏نبيل لوقا بباوي
استاذ القانون الجنائي


من المعروف ان القسيس المسيحي في كل انحاء العالم هو ذلك القسيس الذي يلتزم بمباديء المسيحيه كديانه سماويه تدعو للتسامح والمحبه حتي مع اعدائها‏,‏ فالقسيس المسيحي هو قدوه للاخرين لان القسيس يدخل الكنيسه ويشرح مباديء المسيحيه في المحبه والتسامح ويشرح لهم ماورد في انجيل متي والايه‏44,‏ والتي تقول واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الي مبغضيكم‏,‏ وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم
لذلك اشماز العالم كله المسيحيون قبل المسلمين من ذلك القسيس الذي يشوه صوره القسس في كل انحاء العالم‏,‏ ذلك القسيس هو جيري فالويل القسيس الامريكي الذي ينتمي الي جماعه شهود يهوه فقد نقلت وكالات الانباء في جميع انحاء العالم ان شبكه سي بي اس الاخباريه في برنامجها‏60‏ دقيقه في يوم‏2002/10/6‏ قد استضاف مقدم البرنامج سبعه من المتحدثين من بينهم القسيس جيري فالويل الذي قال انه يعتقد ان الرسول محمدا صلي الله عليه وسلم كان رجلا عنيفا يدعو الي الحرب‏,‏ وقال ان العقيده الاسلاميه تدعو الي الحقد لذلك يجب علي الحكومه الامريكيه عدم التخلي عن اسرائيل او معارضتها في اي شيء تفعله ضد العرب والمسلمين واني اسال سوالا لا اجد له اجابه هل هذا القسيس نادي بتعاليم المسيح في المحبه والتسامح‏,‏ ام انه ماجور لحساب الصهيونيه يقوم بدور مدفوع الاجر؟ ان ذلك القسيس بهذا الاسلوب المتدني في الحوار لا يخدم المسيحيه بل هو خنجر مسموم في ظهر المسيحيه‏..‏ فهل يقبل ذلك القسيس علي ديانته المسيحيه ان ياتي مسلم متعصب ويستخدم ذلك الاسلوب المتدني في الحوار علي السيد المسيح وعلي المسيحيه‏..‏ ويجرحها بالفاظ اقل مايقال عنها انها الفاظ سوقيه لا تصدر من قسيس‏
,‏ ولكنها تصدر من داعره خلعت برقع الحياء كرد فعل طبيعي لاقوال ذلك القسيس الامريكي‏,‏ فكيف يقول ذلك القسيس عن ديانه سماويه منزله من عند الله ان رسولها عنيف وانها ديانه عنف وحقد رغم ان الثابت في القران وهو دستور المسلمين الملزم لجميع المسلمين ان الديانه الاسلاميه ديانه سلام؟ وذلك طبقا لما ورد في سوره الانفال الايه‏61,‏ وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله انه هو السميع العليم‏.‏
ان الديانه الاسلاميه يعتنقها مليار شخص علي وجه الكره الارضيه وامثال ذلك القسيس اعداء للمسيحيه لانهم يفتحون علي المسيحيه والاسلام معركه ليس فيها منتصر بل الجميع مهزومون‏,‏ خاصه ان اقوال القسيس المتعصب ليس لها اساس من الصحه‏..‏ فالاسلام والشريعه الاسلاميه اختارت لاتباعها السلام للتحيه فيقولون السلام عليكم ورحمه الله والاسلام لا يبيح القتال الا علي سبيل الاستثناء والجهاد لا يكون الا لرد عدوان علي المسلمين او لرد تهديد بعدوان او للدفاع عن النفس او المال او الدفاع عن العرض او الدفاع عن ارض المسلمين او لاسترداد حق مغصوب‏,‏ ونظره واحده لموقعه بدر في العام الثاني من الهجره عام‏622‏ م تثبت انها كانت لاسترداد الحقوق المغتصبه من كفار قريش قبل هجره المهاجرين الي يثرب‏,‏ وكذلك موقعه احد كانت للدفاع الشرعي عن ارض المسلمين فقد توجه كفار قريش بقياده ابي سفيان من مكه الي المدينه لقتال الرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمين‏,‏ داخل ارضهم في المدينه‏,‏ وكذلك موقعه الخندق كانت دفاعا شرعيا عن ارض المسلمين‏,‏ فتوجه كفار قريش والاحزاب التي ناصرتهم من مكه الي المدينه لقتال الرسول والمسلمين‏,‏ والاستيلاء علي دولتهم الوليده في المدينه‏,‏
فالاسلام لاعلاقه له بما يفعله بعض اتباعه واذا تصرف احد بتصرفات لايقرها القران والسنه فعليه وزرها وكذلك بالنسبه للمسيحيه ماورد في الانجيل هو الذي ياخذ به فقط‏,‏ فهل يمكن ان ننسب مايحدث من مجازر بشريه بين البروتستانت والكاثوليك في ايرلندا الشماليه الي الانجيل والسيد المسيح؟ ان الانجيل والسيد المسيح بريئان من هذه المجازر البشريه كذلك وبنفس المعيار فان الاسلام في القران والسنه بريء من كل الاعمال الارهابيه التي تحدث من بعض الذين يرتدون ثوب الاسلام لتحقيق اهداف سياسيه والاسلام دين لايقر الارهاب ويحرم الحرب مع اهل الكتاب‏,‏ وهم المسيحيون واليهود‏,‏ طبقا لما ورد في سوره الممتحنه الايه‏8‏ لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين بل اكثر من ذلك ان الاسلام يحرم الحرب مع المشركين وقد ورد ذلك في سوره التوبه ايه‏4‏ الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الي مدتهم ان الله يحب المتقين‏.‏ وحتي اذا قامت الحرب فلها مباديء حضاريه فنظره واحده لاقوال الخليفه ابي بكر الصديق لاسامه بن زيد الذي قام لمحاربه المرتدين في السنه الحاديه عشره من الهجره في عام‏632‏ م لفرض هيمنه الدوله الاسلاميه علي الذين انشقوا علي الدوله الاسلاميه وهم جزء منها تثبت ذلك فقد قال الخليفه ابو بكر الصديق لجنوده لاتخونوا ولاتغدروا ولاتغلوا ولاتمثلوا ولاتقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امراه ولا تعقروا نخلا وتحرقوه ولاتقطعوا شجره مثمره ولاتذبحوا شاه ولا بقره ولابعيرا الا لماكلها وسوف تمرون باقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له هذا هو الاسلام الملزم للمسلمين الوارد في القران والسنه وسيره السلف الصالح

بعد ذلك السرد الموجز استطيع ان اقول للقسيس جيري فالويل من اين اتيت باقوالك التي تنسب الي الاسلام ماليس فيه‏.‏ لذلك وجدت من واجبي العلمي والوطني ان اكتب كتابي الثاني في ذلك الموضوع وهو بعنوان هل الارهاب صناعه اسلاميه؟ وانا في ذلك الكتاب لا ادافع عن الاسلام‏,‏ لان الاسلام كديانه سماويه قادر علي الدفاع عن نفسه بما فيه من مباديء ساميه ولكني كباحث استخدمت اسلوب البحث العلمي بصدق وموضوعيه بلا مجامله او تعصب لكي اصل للحقيقه من خلال البحث العلمي المحايد بحيث لاتذكر واقعه دون مستندات او مصدر‏,‏ لذلك فاني احيي كل رموز المسلمين والمسيحيين الذين يدعون لقبول الاخر ويدعون للتاخي الوطني‏.‏ واتمني من الله ان يكون نموذج الامام الاكبر د‏.‏ طنطاوي وقداسه البابا شنوده نموذجا عالميا يسود العالم كله حتي يعيش في امان ومحبه فالمحبه تبني اما التعصب فياكل اليابس والاخضر‏.‏

*************************************************************************************

جريدة الأهرام
قضايا و اراء
41989
‏السنه 126-العدد
2001
نوفمبر
22
‏7 من رمضان 1422 ه
الخميس


الاسلام برئ من افعال الارهاب
بقلم‏:‏ دكتور نبيل لوقا بباوي
استاذ القانون الجنائي



اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر في امريكا التي غيرت خريطه العالم السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه وكنا في الماضي نقسم تاريخ العالم ما قبل الحرب العالميه الثانيه وما بعدها وها هو التاريخ يعيد نفسه‏,‏ فعالم ما قبل‏11‏ سبتمبر ليس هو عالم ما بعدها وما حدث بعد‏11‏ سبتمبر سوف تتناول احد جوانبه وهي استطاعه اللوبي الصهيوني المسيطر علي الاعلام الامريكي ان يصنع مقوله باطله ويلبسها ثوب الحقيقه وهي ان الارهاب صناعه اسلاميه واستطاع بامكاناته ان يصدر هذه المقوله الباطله الي الاعلام الغربي‏.‏
ولكن حقيقه الامر ان الاسلام وصحيح الدين الاسلامي منذ نزول الوحي علي الرسول عليه الصلاه والسلام يمنع اي تعد علي اصحاب الديانات المخالفه وعلي المتحدين معهم في الديانه لان صحيح الدين الاسلامي في الكتاب والسنه واضح كل الوضوح في عدم التعدي علي اصحاب الديانات المخالفه‏.‏

فعلي سبيل المثال لا الحصر ما ورد في القران الكريم لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي سوره البقره‏256,‏ وكذلك وقل الحق من ربك فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر سوره النحل‏125,‏ وكذلك ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا واحد ونحن له مسلمون العنكبوت‏46‏ وكذلك ما ورد في السنه الشريفه من اذي ذميا فقد اذاني ومن اذاني فقد اذي الله ومن هذه الايات التي ذكرتها من القران والاحاديث يتبين ان صحيح الدين الاسلامي ينهي عن التعدي علي اصحاب الديانات المخالفه والذي يحدث في الواقع العملي ان بعض المحسوبين علي الدين في جميع انحاء العالم وخاصه في الدول الاسلاميه والعربيه وفي جميع العصور حتي اليوم يرتدون ثوب الاسلام لتحقيق غرضهم الاساسي وهو سياسي دائما وهو الحصول علي السلطه وكرسي الحكم‏.‏ وهم يومنون بالاسلوب الميكافلي في ان الغايه تبرر الوسيله‏.‏
والارهابيون لا يعرفون الحوار العقلاني الهادئ اما ان تكون معهم وتومن بمبادئهم او تكون عدوهم وهنا قتل اعدائهم في المبادئ حلال ومبرر فقهيا والارهابيون يفرضون الظلام علي المناخ الفكري لانهم يحاولون فرض افكارهم المتخلفه علي الراي العام تحت ستار ان ذلك هو صحيح الدين وان ماعداهم من فكر هو ضلاله وجهاله وهم يضعون الفكر الديني علي هواهم لتحقيق اهدافهم السياسيه في الوصول للحكم‏,‏ فبينما العالم كله يحقق التقدم العلمي والتكنولوجي حيث العالم كله قريه واحده صغيره نجد ان الارهابيين يفرضون علي دولهم الظلام الدامس بهذه التصرفات المجنونه التي تشوه سماحه الدين لدي العالم الخارجي‏.‏

ان الارهابيين يفرضون علي الراي العام الداخلي والعالمي جهاله عقليه تحرمهم من الحياه العصريه والتكيف مع الحضارات العصريه‏,‏ ففي افغانستان مشاهده التليفزيون والاستماع الي الراديو حرام وخروج المراه من بيتها حرام وعمل المراه حرام‏.‏
هل يوجد تشويه للدين اكثر من ذلك ان الصهيونيه العالميه لو صرفت المليارات من الدولارات لتشويه صوره الاسلام فلن تصل الي ما يفعله الارهابيون من افعالهم واقوالهم واخطر شئ يشوه الاسلام هو تصرفات وفتاوي الجماعات الارهابيه لمصلحه افكارهم السياسيه وهو الوصول للحكم والجماعات الارهابيه ترتدي عباءه الاسلام كغرض تكتيكي استراتيجي لذلك فان الاسلام برئ من تصرفات الجماعات الارهابيه لتحقيق اهدافهم السياسيه والجماعات الارهابيه التي تشوه الاسلام بارهابها والاسلام برئ منها لها عده ملامح اساسيه وهي‏:‏

‏1-‏ جميع التنظيمات الارهابيه تستخدم الدين كعباءه لها لتغطيه هدفها في الوصول للحكم‏.‏
‏2-‏ الجماعات الارهابيه تعتمد علي مصدر مالي من جهات مختلفه لتحقيق اغراضها السياسيه في الوصول للحكم‏.‏

‏3-‏ ان الجماعات الارهابيه يكون لها جهاز سري لقتل من لا يرغبون فيهم او يعترضون علي تصرفاتهم‏.‏
‏4-‏ الجماعات الارهابيه تتبع مبدا التقيه اي اخفاء حقيقه تصرفاتهم وافعالهم والظهور بمظهر يخالف جميع تصرفاتهم في الاغتيال والسرقه‏.‏

‏5-‏ الجماعات الارهابيه يعتقدون ان المجتمع القائم مجتمع جاهلي كافر لابد من السعي لتغييره بالعنف‏.‏
‏6-‏ الجماعات الارهابيه يعتقدون انهم يمثلون صحيح الدين وان غيرهم من الجماعات علي ضلاله‏,‏ فهم اهل الحل والعقد الذين يحافظون علي صحيح الدين ويكفرون ما عداهم‏.‏

‏7-‏ الجماعات الارهابيه يعتقدون بنظريه البيعه فعضو الجماعه يبايع الامير او المرشد وينفذون اوامر الامير الذي بايعوه سواء اكانت هذه الاوامر مقنعه او غير مقنعه‏,‏ والمسئول امام الله هو الامير او المرشد الذي اعطي الاوامر وبذلك يكون المسئول امام الله عن جميع افعال الجماعه هو الامير او المرشد وان عضو الجماعه غير مسئول امام الله وبذلك يطيع طاعه عمياء في كل الاوامر التي تصدر اليه بالقتل او السرقه او التخريب‏,‏ وبذلك يكون الامير هو المتحكم في شئون الجماعه الارهابيه‏.‏
‏8-‏ الجماعات الارهابيه تحمل الحاكم في بلادها كل الاخطاء التي تحدث في عهده وتحمله المسئوليه عن الفساد حتي يسهل تغييره‏.‏

‏9-‏ امريكا لها دور فعال في تقويه الجماعات الارهابيه في المنطقه العربيه والاسلاميه حتي يحدث عدم الاستقرار في البلاد العربيه وحتي تسهل السيطره علي منطقه البلاد العربيه من بترول منذ مولت ودربت المجاهدين الافغان في اثناء حربهم ضد الروس وبعد انتهاء الحرب مع الروس تمت اعاده المجاهدين الافغان الي بلادهم الاصليه مدربين علي احدث الاسلحه تدريبا عاليا ليهزوا الاستقرار في بلادهم‏.‏
‏10-‏ الارهاب له خط استراتيجي تكتيكي لجميع الجماعات الارهابيه وهو مسلك مبدئي للضغط علي الحاكم ولا وسيله للجماعات للوصول للحكم الا بالافعال الارهابيه‏.‏

‏11-‏ الجماعات الارهابيه لا تملك مشروعا قوميا سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا لحل مشاكل المجتمع المعاصر نحو زياده الصادرات ومشاكل الميزان التجاري وميزان المدفوعات وغيرها والعلاقات مع الدول الاجنبيه خاصه الدول المسيحيه فكل مالديها شعارات فضفاضه‏.‏
‏12-‏ الجماعات الارهابيه لاتقبل الحوار فاراءها هي الصحيحه دائما ومن يخالفها يتهم بالكفر والالحاد والزندقه والخروج علي صحيح الدين‏,‏ اي انهم يملكون الحقيقه المطلقه في جميع الاراء‏.‏

‏13-‏ الجماعات الارهابيه تحاول افساد السياسيات التعليميه والاعلاميه للترويج لسياسه التطرف التي تخدم اهدافها‏.‏
‏14-‏ الجماعات الارهابيه تفرق بين ابناء الوطن الواحد علي اساس ديني وليس التفرقه علي اساس المواطنه‏.‏

لذلك اقول في النهايه بعد ان بينت ان صحيح الدين الاسلامي يرفض الارهاب ان الاسلام برئ من افعال الارهاب التي لا يقرها صحيح الدين‏.‏


***********************************************************************************

جريدة الأهرام
قضايا و اراء
42318
‏السنه 126-العدد
2002
اكتوبر
17
‏11 من شعبان 1423 ه
الخميس


ردا علي ادعاءات الغرب
حروب المسلمين كانت دائما دفاعا عن النفس
بقلم : د‏.‏ نبيل لوقا بباوي
استاذ القانون الجنائي



المستشرقون والغرب يشوهون الاسلام بان الرسول كان غازيا متعطشا للحروب‏,‏ وهم يعتمدون في ذلك علي ان جميع كتب التاريخ الاسلامي والفقه الاسلامي‏,‏ واقوال الفقهاء منذ وفاه الرسول صلي الله عليه وسلم في عام‏632‏ م‏,‏ حتي اليوم‏,‏ تطلق تعبير غزوات الرسول علي جميع المعارك الحربيه‏,‏ التي دارت في حياه الرسول بين الجيوش الاسلاميه وجيوش كفار قريش‏,‏ التي كانت كلها دفاعا عن النفس والرساله الجديده التي امر النبي محمد صلي الله عليه وسلم بتوصيلها للناس‏.‏

وتعبير‏(‏ غزوه‏)‏ تعبير خاطيء لا يمثل حقيقه ما حدث علي ارض الواقع‏,‏ بل هو تعبير فيه قسوه علي الذات الاسلاميه ولا يمثل حقيقه الوقائع‏,‏ لان تعبير غزوه يعني الغزو‏,‏ وهو المبادره في القتال والتوجه بالجيوش لغزو العدو في ارضه‏,‏ لكن الحقيقه التي يعرفها الجميع هي ان الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ كان في جميع المواقع الحربيه التي دارت بينه وبين كفار قريش بقياده ابي سفيان لم تكن القوات الاسلاميه غازيه‏,‏ بل كانت في حاله دفاع شرعي عن نفسها‏,‏ وعن الدعوه الاسلاميه‏,‏ وعن الارض الاسلاميه‏,‏ ففي موقعه بدر‏,‏ التي يطلق عليها غزوه بدر‏,‏ خرج الرسول صلي الله عليه وسلم في‏8‏ رمضان في السنه الثانيه للهجره في عام‏623‏ م ومعه ثلاثمائه من المسلمين الانصار والمهاجرين‏,‏ وهي نواه القوات الاسلاميه في الدوله الاسلاميه لاعتراض قافله تجار قريش في طريق عودتها من الشام الي مكه‏,‏ وكان يراس القافله ابوسفيان احد زعماء قريش وكان معظم اهل مكه قد اسهموا في هذه القافله التجاريه التي قدرت تجارتها بنحو خمسين الف دينار‏,‏ وما ان علم ابوسفيان بخروج المسلمين للتعرض لقافله الكفار‏,‏ فارسل في طلب النجده من قريش‏,‏ وقد استطاع ابوسفيان الهروب من المسلمين حيث غير مسار طريقه الي طريق اخر بمحاذاه البحر‏,‏ ووصلت القافله سالمه وكان الموقف صعبا‏,‏ لان الرسول صلي الله عليه وسلم لم يخرج لمنازله كفار قريش‏,‏ الذين اتوا لنجده قافله ابي سفيان‏,‏ بل كان الغرض من التعرض للقافله هو اخذ جزء يسير من حقوق المسلمين لدي كفار قريش في مكه‏,‏ لان الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ والمهاجرين حينما تركوا مكه من شده اضطهاد كفار قريش لهم‏,‏ واذن للرسول صلي الله عليه وسلم بالهجره الي يثرب وهي المدينه المنوره‏,‏ ترك المسلمون منازلهم واغنامهم وخيامهم وبعيرهم واحواشهم وهذه اموال المسلمين‏,‏ فقد استولي عليها كفار قريش حيث لم يخرج المسلمون من مكه بعيدا عن الاضطهاد الا بملابسهم فقط‏,‏ وبذلك اصبح مستحقا للمسلمين اموال طائله لدي كفار قريش‏,‏ وهي قيمه ما تركوا في مكه‏,‏ فموقعه بدر لم تكن غزوه لغزو مكه‏,‏ بل كانت للحصول علي حقوق المسلمين المستحقه لدي كفار قريش‏,‏ وليس الحصول علي حقوقهم كلها بل جزء يسير من حقوقهم‏,‏ ومع ذلك حضر كفار قريش من مكه بجيوشهم الي الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ لنجده قافله ابي سفيان‏,‏ حضروا من مكه اليه في مكانه ودارت الحرب بين كفار قريش وعددهم نحو الف مقاتل وجيوش الرسول وعددهم ثلاثمائه مقاتل فقط‏,‏ اي اقل من ثلث اعداد جيش كفار قريش‏,‏ ودارت المعركه يوم الجمعه‏17‏ من رمضان من السنه الثانيه من الهجره في‏623‏ م‏,‏ وهذه المعركه كانت للدفاع عن النفس لان جيوش كفار قريش هي التي اتت للرسول صلي الله عليه وسلم وقواته في مكان وجوده‏,‏ فلا يوجد اي معني ان نسمي موقعه بدر بغزوه بدر‏,‏ وقد انتصرت قوات المسلمين القليله علي قوات الكفار الكثيره بفضل ايمانهم برسالتهم‏,‏ وفي الموقعه الثانيه وهي موقعه احد‏,‏ التي دارت في عام‏624‏ م فتجري وقائعها بان ابا سفيان جمع جيوش كفار قريش في نحو ثلاثه الاف مقاتل وسبعمائه درع ومائتي فرس‏,‏ وثلاثه الاف بعير‏,‏ وتركت هذه القوات مكه متوجهه الي المدينه لتقتل الرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمين جميعا من الانصار والمهاجرين‏,‏ وكان الرسول صلي الله عليه وسلم في حاله دفاع شرعي عن المسلمين والاراضي الاسلاميه ولم يكن غازيا‏,‏ بل الغازي هو قوات كفار قريش التي اتت الي المدينه لقتل المسلمين‏,‏ وحتي لا تكون المعركه داخل المدينه ويقتل الاطفال والنساء والشيوخ من المسلمين‏,‏ خرج الرسول صلي الله عليه وسلم ومعه الف مقاتل فقط‏,‏ انسحب منهم ثلاثمائه مقاتل من المنافقين بقياده عبدالله بن ابي سلول زعيم المنافقين‏,‏ واصبحت الجيوش الاسلاميه مكونه من سبعمائه مقاتل فقط‏,‏ ودارت المعركه عند جبل احد بجوار المدينه‏,‏ وكان النصر تاره للكفار تاره للمسلمين‏,‏ واحتمي المسلمون باعلي جبل احد هروبا من فكك الكماشه الذي نصبته لهم جيوش كفار قريش‏,‏ وهكذا توقف القتال وانسحبت قوات كفار قريش حينما لم تجد وسيله للانتصار علي الجيوش الاسلاميه التي تقل عن ربع عدد جيوش الكفار‏,‏ وهذه الموقعه وهي موقعه احد‏,‏ لم تكن غزوه من الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ بل كانت للدفاع الشرعي عن المسلمين وعن ارض المسلمين في المدينه‏,‏ فالغازي هو قوات كفار قريش التي اتت من مكه الي المدينه لقتل الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ ورجاله‏,‏ وناتي للموقعه الثالثه وهي موقعه الخندق‏,‏ فالرسول صلي الله عليه وسلم كان في حاله دفاع شرعي عن المسلمين والارض الاسلاميه‏,‏ ولم يبدا بالعدوان فقد حضر كفار قريش ومعهم الاحزاب من القبائل التي تناصرهم وتحركوا من مكه الي المدينه لقتل الرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمين‏,‏ وكانت قوات كفار قريش‏,‏ ومن حازبهم من القبائل بتحريض من اليهود‏,‏ نحو عشره الاف مقاتل مقابل ثلاثه الاف مقاتل من المسلمين‏,‏ اي ان قوات كفار قريش اكثر من ثلاثه اضعاف قوات المسلمين‏,‏ وحتي لا يدور القتال داخل المدينه امر الرسول رجاله بحفر خندق طوله نحو خمسه كيلومترات وبعرض سته امتار وعمق خمسه امتار‏,‏ وقد تم حفر الخندق من الجهه الشماليه للمدينه‏,‏ لان المدينه كانت محصنه من باقي الجهات بالجبال‏,‏ وكان ذلك راي سلمان الفارسي واخذ به الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ ولم تستطع قوات كفار قريش ان تعبر الخندق ومن رحمه الله علي المسلمين ان قامت عاصفه شديده رافقها المطر الغزير لتقتلع خيام المشركين وتطفيء نيرانهم واصبحت جيوش المشركين في العراء فانهالت عليهم الامطار كما يقول ابن هشام في السيره النبويه‏,‏ فتبللت ملابس الكفار واجسادهم واصيب الكثيرون منهم بالبروده الشديده فلم يجد ابوسفيان وكفار قريش الا حلا واحدا هو الانسحاب من المعركه‏,‏ وهي موقعه الخندق‏,‏ فقد كان المسلمون معتدي عليهم فاضطروا للدفاع عن المدينه بذلك الخندق‏,‏ فهي حرب للدفاع الشرعي عن النفس وعن ارض المسلمين ومن ذلك يتبين ان جميع المواقع الحربيه من بدر واحد والخندق كان المسلمون في حاله دفاع شرعي ولم يكونوا غازين‏.‏
وقد كتبت كتابا بعنوان انتشار الاسلام بحد السيف بين الحقيقه والافتراء‏,‏ تناولت هذه الغزوات واثبت بالدليل القاطع انها لم تكن غزوات بل كان المسلمون في حاله دفاع شرعي تقرره جميع الديانات‏,‏ فهل يتم تغيير هذا التعبير الخاطيء عن غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم ونطلق عليها موقعه في جميع كتابات التاريخ الاسلامي في المستقبل‏,‏ بحيث يقال موقعه بدر وموقعه احد وموقعه الخندق‏,‏ حتي لا يقسوا المسلمون علي انفسهم مستخدمين تعبيرات تخالف الواقع ويستخدمها المستشرقون في الغرب ضدهم ويشوهون صوره الاسلام والرسول صلي الله عليه وسلم في انه كان غازيا‏,‏ ولم يكن مدافعا عن رسالته وعن المسلمين في جميع هذه المواقع العسكريه‏,‏ انني اطالب مجمع البحوث الاسلاميه بالتدخل لحسم هذه القضيه حتي لا يشوه الغرب والمستشرقون الاسلام بدون سند من ارض الواقع‏.‏

**********************************************************************************

جريدة الأهرام

قضايا و اراء
42388
‏السنة 126-العدد
2002
ديسمبر
26
‏22 من شوال 1423 هـ
الخميس


سماحة الإسلام تتجسد في‏7‏ يناير
بقلم: د‏.‏ نبيل لوقا بباوي
أستاذ القانون الجنائي


لقد أعاد لنا الرئيس الزمن الجميل في الوحدة الوطنية في ايام سعد زغلول‏,‏ وحتي زمن سعد زغلول الذي يضرب به المثل في الوحدة الوطنية لم يصل في مصداقيته في الوحدة الوطنية مثل زمن مبارك‏,‏ لقد اصبحت الوحدة الوطنية حقيقة واقعية نعيشها يوميا في محاورنا الحياتية وحقيقة لا ينكرها‏,‏ احد تعبر عنها بصدق هذه العلاقة الحميمة في الصداقة بين البابا شنودة والامام سيد طنطاوي والرئيس حينما اطلق قرار‏7‏ يناير عيدا قوميا لكل المصريين يأخذ فيه جميع المصريين اجازة لكي يهنيء المسلمون أخوانهم المسيحيين بالعيد مثل عيد الاضحي وعيد الفطر فإنه ينفذ سماحة الدين الاسلامي مع غير المسلمين
وانا لا اقول ذلك من فراغ ولكن من واقع دراستي للشريعة الاسلامية فرغم انني مسيحي اعتز بمسيحيتي الارثوذكسية الا اني اعد لرسالة دكتوراه ثالثة في الشريعة الاسلامية وهي تحت اشراف وزير الاوقاف دكتور محمود حمدي زقزوق والدكتور محمد حافظ رضوان وموضوعها حقوق وواجبات غير المسلمين في الدولة الاسلامية وهذه اول مرة في مصر قبطي يعد رسالة دكتوراه في الشريعة الاسلامية علي حد علمي المتواضع وقد انتهيت من كتابة‏95%‏ من الرسالة وسوف اناقشها بإذن الله في منتصف العام القادم لذلك استطيع أن أوكد من خلال دراستي أن تسامح الاسلام مع غير المسلمين لا حدود له لأن الاسلام يحترم الانسان لكونه انسانا بغض النظر عن ديانته وعن جنسيته او لونه فقد ورد في سورة الاسراء آية‏70‏ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا وعلي ذلك لكل انسان كرامته واحترامه لكونه انسانا وقد روي البخاري في صحيحه عن جنازه مرت علي الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فقام لها واقفا فقيل له يارسول الله انها جنازه يهودي فقال الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ اليست نفسا رغم ان الجنازة ليهودي وما أكثر ما لقاه الرسول‏(‏ صلي الله عل
يه وسلم‏)‏ من اليهود في بداية الدعوة الاسلامية ولكن الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وقف احتراما للجنازة رغم ان صاحبها يهودي ولكنه في النهاية انسان والاسلام ينظر الي مختلف الاديان السماوية نظرة متحضرة وهو يعترف بجميع الاديان السماوية السابقة‏,‏ وان اختلاف الاديان امر وارد بمشيئة الله وارادته والله أنزل الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام ومنح الإنسان حرية الاختيار وان يتبع اي دين سماوي بارادته الحرة وقد ورد ذلك في سوة الكهف آيه‏29‏ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولذلك فالاسلام في سماحته مع كل اجناس الارض يقرر احترام اصحاب الديانات الاخري ولا يفرض علي أحدا تغيير ديانته وقد ورد ذلك في سورة البقرة‏256‏ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ولا يجوز لاحد من المسلمين حتي الرسول ذاته ان يجبر أحد علي تغيير ديانته فقد ورد في سورة يونس الآيه‏99‏ أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين مما تقدم يتضح مدي احترام الانسان لكونه انسانا ومدي احترام الانسان لاصحاب الديانات الاخري من مباشرة عقائدهم لذلك كان جميلا من الرئيس مبارك ان ينحاز لسماحة الاسلام مع غير المسلمين ويطلق صيحته التاريخية في اسوان باعتبار يوم‏7‏ يناير عيد القيامة اجازة لجميع المصريين والرئيس في ذلك ينفذ سماحة الاسلام مع غير المسلمين واسوق واقعة تؤكد انحياز الرئيس مبارك لسماحة الإسلام فقد قام الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ببناء مسجده في المدينة في عام‏622‏ م في العام الثاني للهجرة وزاره وفد من النصاري من آل نجران ودار بين وفد النصاري والرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ حوار لكي يدخل النصاري تحت حماية الدولة الاسلامية علي ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية في كنائسهم ووافقهم الرسول علي ذلك علي أن يحميهم المسلمون من اي اعتداء خارجي‏,‏ وافق الرسول دون دفع الجزية لأنها لم تكن قد فرضت بعد وأثناء وجودهم داخل مسجد الرسول كان الوقت بعد العصر فكان وقت صلاة النصاري المسيحيين وأرادوا الصلاة داخل المسجد‏.‏ ولكن الصحابة منعوهم من الصلاة ولكن الرسول قال للصحابة دعوهم يصلون داخل المسجد وصلي المسيحيون داخل المسجد صلاتهم هذا هو صحيح الدين الاسلامي الذي نفذه الرئيس مبارك وجعل الوحدة الوطنية حقيقة واقعية في مصر‏,‏ وجعل ولاء المسيحيين والمسلمين لمصر ولاء من الاعماق يجري في شرايين كل انسان مصري مع دمه وانطلاقا من ولائي لمصر وجدت من واجبي القومي والعلمي ان اتعرض للهجمة الشرسة
التي اطلقها الغرب وامريكا علي الاسلام والمسلمين بعد احداث‏11‏ سبتمبر بأن الاسلام انتشر بحد السيف وان الارهاب خرج من رحم الاسلام وتناولوا بالغمز واللمز زوجات الرسول لذلك تصديت كباحث علمي محايد لهذه الموضوعات وذلك بلا تعصب وبلا مجاملة وبموضوعية شديدة تصديت لهذه الحملة الغربية ونشرت ثلاثة كتب هي انتشار الاسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء وكتاب الارهاب ليس صناعة اسلامية وكتاب زوجات الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وادعاءات المفترين ومما هو جدير بالذكر في وحدتنا الوطنية هذه التلقائية والفرحة بين المسلمين قبل الاقباط بصدور قرار الرئيس عن‏7‏ يناير فأنا اذكر اني كنت استمع لخطاب الرئيس في مكتب استاذي الدكتور عبدالكريم درويش بالدقي وكان يجلس معنا سبعة من الاصدقاء المسلمين بينهم داعية اسلامي معروف وعندما ذكر الرئيس قراره عن‏7‏ يناير وجدنا ذلك الداعية الاسلامي يقول الله ياريس واذا بالدكتور عبدالكريم درويش اول من حمل شعلة تطوير جهاز الشرطة بالعلم ومن معه من زملائه يقولون ان الرئيس يعبر بصدق عن الوحدة الوطنية في عهده وعند عودتي للمنزل اتصل بي أكثر من ثلاثين من اقاربنا اقباط المهجر يعبرون عن فرحتهم بقرار الرئيس مبارك وانه وجه لطمة قوية لكل القوي التي تدعي أن الاقباط في مصر مواطنون درجة ثانية‏,‏ لذلك فانني ارسل‏67‏ مليون قبلة علي جبين الرئيس مبارك من المسلمين ومن المسيحيين لفرحتهم بذلك القرار الذي اكد ان الوحدة الوطنية حقيقة لا ينكرها الا الاعمي او المتعصب وفي النهاية اقول لكل المصريين ان المحبة تبني والتعصب يأكل اليابس والاخضر‏

ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لــ العقل والعلم فى حوار الالحاد 2018 ©